amazigh أمازيغ
كلمة أمازيغ مفرد تجمع على إيمازيغن imazighn ومؤنثه تمازغيت tamazight وجمع المؤنث تمازغيين timazighyin
ويعني هذا اللفظ في اللغة الأمازغية معنى الإنسان الحر النبيل أو ابن البلد وصاحب الأرض وتعني صيغة الفعل منه غزا أو أغار ويجعلها بعضهم نسبة لأبيهم الأول مازيغ mazigh
أما تسمية البربر فأصل الكلمة إغريقي صرف حيث سمى اليونانيون القدامى كل من لا يتكلم بالإغريقية (بارباروس barbaros)
ثم استعار الرومان نفس المصطلح فأطلقوه على الأجانب وبالتحديد الخارجين عن طاعة الإمبراطورية الرومانية والنابذين لأفكارها الاستبدادية والرافضين لنفوذها العسكري
وبما أن الأمازيغ كما يشهد تاريخهم القديم تمردوا على الحكم الروماني العاتي ورفضوا تمام الرفض وبكل الوسائل المادية والمعنوية سيادته
فقد نعتوا من من قبله ب(بارباري barbari) أشار المؤرخ شارل أندري جوليان في كتابه تاريخ أفريقيا الشمالية إلى أن البربر لم يطلقوا على أنفسهم هذا الإسم
بل أخذوه من دون أن يروموا استعماله عن الرومان الذين كانوا يعتبرونهم أجانب عن حضارتهم وينعتونهم بالهمج ومنه استعمل العرب كلمة برابر وبرابرة
و الفرنسيين يسمونهم بربر بكسر الباء berber
وردت كلمة "مازيغ" في نقوش المصريين القدماء وعند كتاب اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة التي عاصرت الأمازغيين
وتختلف اللهجات ذات الأصول الأمازغية في نطق هذا اللفظ فهو عند
طوارق مالي أيموهاغ
طوارق منحنى نهر النيجر الغربي إيموشاغ
أما في أغاديس بالنيجر فينطقونه إيماجيغن
والمقصود بجميع هذه التسميات إنما هو أمازيغ
أما في أغاديس بالنيجر فينطقونه إيماجيغن
والمقصود بجميع هذه التسميات إنما هو أمازيغالأرضتمازغا tamazgha
اعتاد الأمازيغ أن يطلقوا على وطنهم الأصلي تمازغا أي بلاد الأمازيغ التي تمتد عرضا من غرب مصر (واحة سيوه) إلى جزر الكناري الكائنة في المحيط الأطلسي
وطولا من حدود جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى أعماق الصحراء الإفريقية الكبرى حيث دول مالي والنيجر وبوركينافاسو.
وتبرز في مجال البحث حول الأصول التاريخية للأمازيغ اتجاهات عديدةالأصل الأوروبيأولها أولئك الذين تأثروا باتجاهات المدارس الغربية ويرون أن أصل الأمازيغ إنما يتأصل في أوروبا
إذ ثمة معطيات لغوية وبشرية تشير إلى أن الإنسان الأمازيغي له صلة بالجنس الوندالي المنحدر من ألمانيا حاليا وسبق له أن استعمر شمال أفريقيا
ويستند هذا الطرح إلى وجود تماثلات لغوية بين الأمازيغية ولغة الوندال الجرمانية وإلى التشابه الذي يوجد بين بعض ملامح البربر والأوروبيين مثل لون العيون والشعر من جهة أخرى
وذهب البعض إلى أنهم من نسل الغاليين gaulois أو الجرمان الذين أتوا مع الفيالق الرومانية أو الوندال
وهو أمر لا يمكن التسليم به لكون هذا النمط من البربر عاش في تلك المناطق قبل الوجود الروماني
ومن ناحية أخرى لا يمكن التسليم داخل نفس الأسرة العرقية بذلك للاختلافات الحاصلة من باب التمثيل فقط بين بربر إقليمي القبائل وجبال الأوراس
بين من قامتهم متوسطة أو قصيرة وبينهم عدد كبير من الشقر وبين أهل "مزاب" مثلا ذوي الشعور والعيون السود أو بينهم وبين الطوارق
الأصل العربي
ويذهب اتجاه آخر إلى ربط سكان هذه المنطقة بالمشرق وجزيرة العرب حيث إنهم نزحوا من هناك إلى شمال أفريقيا نتيجة لحروب أو تقلبات مناخية وغيرها
ونقض ابن خلدون الآراء التي تقول إن البربر ينتمون إلى أصول عربية تمتد إلى اليمن أو القائلة إنهم من عرب اليمن خصوصا قبائل بربرية مثل هوارة وصنهاجة وكتامة
أكثر القبائل الأمازيغية ادعاء للعروبة
وينفي ابن خلدون نسبة البربر إلى العرب عبر اعتبارهم كنعانيين من ولد كنعان بن حام بن نوح فالكنعانيون ليسوا عربا وليسوا من أبناء سام
ويرفض كثير من المعاصرين نسبة البربر إلى العرب ويؤكدون أن العرق الأمازيغي أحد الأعراق القديمة وأنه سابق للوجود العربي
الأصل المحلي
ويميل اتجاه آخر إلى بناء وجهة نظره على بعض الاكتشافات الأركيولوجية والأنثربولوجية
إذ يفترض أنه تم العثور على أول إنسان في التاريخ في بعض مناطق أفريقيا (مثل كينيا وبتسوانا)
وبالتالي فالإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال أفريقيا من منطقة ما ولكنه وجد فيها منذ البداية والإنسان الذي عثر عليه يترجح أن يكون من السكان القدامى
وذلك استنادا إلى دراسات تفيد بأن أقدم الشعوب فوق الأرض 32 شعبا منها الأمازيغ ولا وجود للعرب آنذاك
ويميل اتجاه آخر إلى القول باقتران ظهور اللغة الأمازيغية مع ظهور الإنسان القفصي (نسبة إلى قفصة بتونس) في الفترة بين عامي 9000 و6000 قبل الميلاد
وربما هجر الأمازيغ منبت الشعوب الأفرواسية (في إثيوبيا وما جاورها) إلى شمال أفريقيا بعد أن دخلت المنطقة الأصل في موجة من التصحر
وتطورت اللغة الأفرواسية مع الوقت إلى أمازيغية في شمال أفريقيا
في دراسة للباحث الفرنسي (Dr Ely Le Blanc)
كشف أنه من خلال تنوع النمط العرقي يمكن القول إن شعب الأمازيغ قد تألف من عناصر غير متجانسة
انضم بعضها إلى بعض في أزمنة تاريخية مختلفة وتفاوتت درجة تمازجها لكن يبدو من الصعب تحديد الفرع الذي ينتسبون إليه ومن أين أتوا
ولا يمكن تقرير شيء مؤكد فيما يتعلق بالأصول الأجناسية واللسانية للأمازيغ ويجب الاكتفاء بالقول إن البربر أو الأمازيغ
اسم يطلق على أقدم السكان المعروفين عند بداية الأزمنة التاريخية في الشمال الأفريقي وكانت لهم علاقات بالفراعنة المصريين أحيانا سلمية وأحيانا حربية
وهم نفسهم الذين وجدهم الفينيقيون واليونان الذين استقروا في برقة والقرطاجيون والرومان
واللغة التي كانوا يتكلمونها لا تزال هي اللغة التي يتكلم بها عدد من القبائل الأمازيغية اليوم
وضمن كل هذه الاتجاهات يسعى الأمازيغ إلى التأكيد على استقلالية لغتهم وأصولهم التاريخية باعتبارها رموزا للهوية الأمازيغية
لغات و لهجات الأمازيغ
الإحصاءات المتعلقة بنسب الناطقين بالأمازيغية وتوزيعها على مختلف مناطق بلاد تمازغا
حيث تنتشر اللغة الامازيغية (بتنوعاتها المختلفة : ثاريفيت تاشلحيت تاقبايليت...) في العديد من البلدان الإفريقية أهمها:
المغرب : حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم مابين 50% و 56% من السكان البالغ مجموعهم 32 مليون نسمة
الجزائر: حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم مابين 30% و 35% من السكان البالغ 32.5 مليون نسمة
ليبيا: حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم مابين 20% و 25% من السكان البالغ مجموعهم6 مليون نسمة
أما في البلدان التالية فتقل نسبة الناطقين بالأمازيغية كلغة أم عن 10%
تونس موريتانيا مالي بوركينافاسو النيجر
وفي أوروبا الغربية توجد جالية أمازيغية مغاربية كبيرة لا يقل تعدادها عن المليونين نسمة
وتتميز هذه الجالية بارتباطها القوي بوطنها ثامازغا (شمال أفريقيا) وبتمسكها بهويتها الأمازيغيةلايوجد في الوثائق المصرية الفرعونية من أقدمها إلي أحدثها أي تسمية كانت تطلق من قبل المصريين علي عموم القبائل الأمازغبة
بل كانوا يسمون كل قبيلة أو مجموعة بالإسم الذي عرفت به
وهي ليست كثيرة وأهمها أربعة أذكرها فيما يلي علي التوالي بحسب أقدميتها التاريخية وظهورها في الوثائق المصرية
- التحنو:
المسجل ظهورهم في الثلث الأخير من الألف الرابعة قبل الميلاد
ظل اسمهم يتردد في الوثائق المصرية حتى عهد رمسيس الثالث (1198 ق.م. -1166) مؤسس الأسرة العشرين
يتميزون ببشرتهم السمراء ويعيشون غرب مصر من ناحية الدلتا
******************
- التمحو:
المسجل ظهورهم في منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد في عهد الأسرة السادسة (2434 ق.م. -2242)
والتمحو من ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الضارب إلي الشقرة يعيشون أيضا إلي الغرب من مصر من الناحية الجنوبية
ويبدو أن لهم امتدادا داخل الواحات الليبية
******************
-الليبو:
أول ظهور لهم عرف إلي حد الآن كان في عهد الملك رمسيس الثاني (1298¬- 1232 ق.م) من الأسرة الفرعونية التاسعة عشرة
وفي نصوص الملك مرنبتاح حوالي (1227 ق.م) الذي صد هجمة قوية علي الدلتا تزعمتها قبيلة الليبو تحت إمرة قائدها مرابي بن دد بمشاركة القهق و المشواش
وهما قبيلتين أمازغيتان وبتحالف مع شعوب البحر ومن هذا التاريخ لمع اسم الليبو
وتشير تحريات الباحثين أنهم كانوا منتشرين غرب مواقع التحنو في منطقة برقة الحالية بليبيا
وقد أطلق قدماء المصريين وفراعنة مصر على قبائل البربر التي تقطن غرب مصر اسم الليبيين
وعندما آلت المنطقة إلى الإغريقين أطلقوا هذا الاسم على كل شمال أفريقيا إلى الغرب من مصر
وقد استعمل أيضا هذا الإسم المؤرخ هيرودوت الذي زار ليبيا وذلك في بداية النصف الثاني من القرن الخامس ق م
******************
- المشواش:
تشير أقدم المعلومات المتوافرة حولهم إلي حد الآن أن اسمهم ورد لأول مرة علي جزء من آنية فخارية من قصر الملك أمنحتب الثالث من الأسرة الثامنة عشرة
حيث جاء في الشطر الأول ما يدل علي وصول أواني تحتوي علي دهن طازج من أبقار المشواش
كما ورد اسمهم في نصوص رمسيس الثاني الذي استخدمهم مع القهق و الشردن في جيشه وكذلك ورد في نصوص مرنبتاح ...
وظهر اسمهم بشكل بارز في نصوص رمسيس الثالث (1198 ¬1166 ق.م) مؤسس الأسرة العشرين الذي أحبط هجمتين قويتين
الأولي في العام الخامس من حكمه تضم القبائل الأمازغية:
الليبو / والسبد / بتحالف أيضا مع شعوب البحر والثانية في العام الحادي عشر بزعامة قبيلة المشواش هذه المرة
وبمشاركة عدة قبائل منها:
الليبو / والأسبت والقايقش والشيت/ والهسا / والبقن...
وكانت مناطق هذه القبيلة الحيوية حسب تحريات الباحثين توجد إلي الغرب من الليبو ويقال إن انتشارهم يمتد غربا إلي الجنوب التونسي الحالي
هذا التقسيم طبعا لا يشمل إلا القبائل الأمازيغية التي وصلت إلى مصر
أمازيغ غرب شمال إفريقيا
ونذكرهم على التوالي:
- الجيتول :
هي إحدى المجموعات البربرية القديمة التى ذكرها المؤرخون الكلاسيكيون
وهى مجموعة من القبائل كانت منتشرة جنوب الممتلكات القرطاجية ومملكة نوميديا وهى تمتد جنوبا حتى تحادي أطراف الصحراء من الشمال
وإذا تتبعنا إسم هذه المجموعة السكانية فإننا نجد أول ذكر لها كان عن طريق المؤرخ اللاتينى (سالوست) (القرن الأول قبل الميلاد)
ويبدو أن إسم الجيتول دخل عليه بعض التحريف عندما بدأ نقل هذا الاسم من اللغتين اليونانية واللاتينية إلى اللغة العربية
حيث كتب مرة بصورة جيتــول وكتــب مرة أخرى بصورة عربية صــرفة وهى جدالة
وهم أهل جزولة الحالية على ما يظهر
- المور:
كما سمي أمازيغ الجزء الغربي بالمور وهم السكان الذين سكنوا القسم الغربي الشمالي لأفريقيا من طنجة إلى نهر ملوية وجزء من الجزائر
ويفسر البعض كلمة المور ككلمة سامية الأصل أصلها هوريم ما يعني الغربي أو الغربيين لدى الساميين خاصة الفنيقيين
أما البعض الآخر فيرجعها الى أصل محلي ما يعني أصحاب الأرض
ويعتقد أن اسم موريتانيا إسم اشتق من اسم المور
(نقصد مملكة موريتانيا الطنجية خلال حكم الرومان لشمال إفريقيا)
لقد عرف سكان المغرب الأولون في الفترات التاريخية بأسماء مختلفة:
الأمازيغ
البربر
الليبيون
المشواش
النوميديون
الجيتوليون
المور
ويمكن تقسيم المغرب الكبير إلى ثلاث مماليك مع حلول القرن الثالث قبل الميلاد: الموريون في المغرب الأقصى
المازاسيلي غرب الجزائر
والماسيلي على طول الشريط الممتد جنوب قسنطينة بالجزائر إلى شواطئ قابس بتونس ثم إلى طرابلس
قبل 10آلاف سنة فقط أي مع انتهاء العصر الجيولوجي الثالث كانت الصحرى الكبرى تعرف فصول مطيرة وحياة زراعية
وغطاء نباتي متنوع ومتعدد ومزارع وحقول خضراء تمنح للإنسان غلات ورزق وفير
وهذه الخصوبة والزراعة ساعدت الإنسان الأمازيغي والإفريقي على تربية المواشي والدواجن فانتشر الرعي والتكسب واستجلاب ما هو معوز من مناطق مجاورة
وعرف مجال الفلاحة توسعا كبيرا واندمج فيما هو تجاري عبر المقايضة وتبادل المنتوجات ...
وفي هذه المرحلة بالذات كان الليبيون الأمازيغيون تجمعهم علاقات وطيدة مع باقي الشعوب القوية والعظيمة خصوصا وقت ذاك مع الفراعنة المصرية
وتبادلوا معهم معارفهم وأنشطتهم في مختلف المجالات سيما واننا نعلم على أن الأمازيغيون سباقين للفلاحة وتربية المواشي
كما يؤكد جل المؤرخين وقد أشارت الدراسات الاركيولوجية إلى الوعي والحيوية التي امتاز بها إنسان الإيبيروموري قبل ملايين السنين
وهوعينه الوعي الذي امتاز به الأمازيغي في هذه المرحلة التي نحن بصددها الآن و التي كانت الصحراء وعموم تخوم شمال إفريقيا
زراعة وفلاحة واخضرار ومياه حيوية وووديان رقراقة تحوم حولها الطيور والنباتات إلا أن مع تطور الازمنة التاريخية سيشهد المناخ تغيرا جذريا ومما ستتغير الظروف الطبيعية المستقرة وسينعكس ذالك سلبا على الأرض والإنسان والبيئة وكل ماهو ايكولوجي
بحيث سيسود الجفاف ويتغير المناخ من الرطب إلى القار ويفقد الغطاء النباتي الذي كان مصدر عيش الإنسان والحيوان
وسيخل الامر بالتوازنات الجغرافية فتظهر الهجرة بحثا عن الكلأ والصيد والمعيشة التي ألفها الإنسان واستأنس بها لقرون طويلة
هكذا سيدفع الأمر بالحاجة إمازيغن اللبيين وعموم ساكنة الصحراء الكبرى للنزوح نحو نهر النييل لأنه مكان للحياة والأمل والرزق
بدعوى أن الماء مصدر العيش الرغيد والحياة الكريمة ولا حياة اطلاقا بدون مياه عذبة
هكذا سيعيش الأمازيغيون المهاجرون على ضفاف نهر النيل مع مواشيهم وأهلهم لتفادي عطش الصحراء
وكل ما سينتج عن الجفاف من أمراض وحياة قاسية .... لأن لا حياة بدون روي العطش والإستحمام .......
وهذا النزوح الأمازيغي تجاه ديلتا النيل لم يكن من الأمر الهين وكانت تتم مواجهتهم من قبل الفراعنة حتى لا يتم تجاوز الخط الأخضر وكانوا دوما يشكلون مصدر قلق كما سنرى لاحقا
ولم يهجر هذا الإنسان بمعزل عن خصوصياته التي ستثبته بجدارة بل هاجرت معه ثقافته وقيمه وعاداته وتقاليده ونمط عيشه وطبيعة تفكيره ليحافظ على استقلالية نمط عيشه ترقبوا الجزء الثاني من تسمية أمازيغ علي كرونة سيتي