تعيش منطقة الريف الأوسط لحظة مفصلية في تاريخها بحيث تمر من منعطف جد دقيق وحساس نظرا لمفترق الطرق الذي فرض على المنطقة بتفويت العمالة الجديدة لجماعة الدريوش بدل ميضار المنطقة المرشحة تاريخيا لتكون عاصمة إقليم الريف ، وهو ما خلف استياء عميقا لدى الساكنة وتذمرا غير مسبوق ،انضاف إلى التهميش التاريخي الذي مورس بشكل ممنهج على أبناء هذه المنطقة المناضلة والمكافحة من أجل اقتسام الخيرات الوطنية بين أبناء الوطن الواحد، بما يكفل العدل والمساواة لجميع المغاربة .
فقد شهدت بلدة ميضار يوم27/01/2009، إضراب عام حيث تم إغلاق جميع المرافق التجارية والخدمية وتوقفت حركة النقل العمومي على الطريق الوطنية رقم 2 طيلة اليوم في إضراب عام ناجح ،كما تقاطر على قاعة البلدية بميضار منذ الصباح عشرات الوافدين من خارجها قادمين من جماعات تفرسيت و إفرني و أزلاف و قاسيطة و بنطيب ، للمشاركة في المهرجان الخطابي .
وعلى خلفية هذه التحركات و تسرب أخبار عن شروع النسيج الجمعوي المحلي الملتف حول "تنسيقية دائرة الريف للجمعيات" في الإعداد لوجيستيكيا لتنظيم مسيرة نحو الرباط ، دخل عامل الناظور على الخط من خلال حوارات مارطونية تمتد لساعات حيث اجتمع مع مجلس جماعة ميضار يوم 27 يناير كما اجتمع صباح اليوم الجمعة مع المجلس الجماعي للدريوش ومساء هذا اليوم عقد اجتماعا موسعا مع رؤساء جماعات دائرة الريف .
إلى ذلك تشكلت بميضار تنسيقية تضم جميع الجمعيات الفاعلة بالمنطقة وعهد بتنسيق أعمالها للناشط الحقوقي محمد الحموشي الذي أكد أن تحركات التنسيقية هي للمطالبة بفتح تحقيق نزيه في حيثيات قرار تفويت العمالة لجماعة الدريوش بدل ميضار المرشحة لاحتضان العمالة منذ ستينيات القرن الماضي ، وهو ما تدعمه خطة التنمية و إعداد المجال بالجهة الشرقية المنجزة سنة 2003 من طرف وزارة إعداد التراب الوطني والتي تدعو إلى إحداث إقليم جديد تكون ميضار عاصمته بسهل الكرط بناء على المؤشرات السكانية والاقتصادية والجغرافية التي تتوفر عليها دائرة الريف ،وعلمنا من مصادر حضرت اجتماع التنسيقية أمس بميضار أن تنظيم المسيرة نحو الرباط أمر وارد ضمن أشكال احتجاجية أخرى مسطرة من طرف مكونات التنسيقية .