Admin Admin
عدد الرسائل : 286 العمر : 36 الموقع : Www.KRONACITY.C.LA تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: فنانة وربي كبير الإثنين أبريل 13, 2009 5:16 pm | |
| جاء دوري، بعد نصف ساعة من الإنتظار، للقيام بالإجراءات اللازمة لتسجيل دخولي إلى الأراضي المغربية، وذلك بقسم شرطة الحدود بمطار محمد الخامس الدولي.
سألني شرطي الحدود بعدما أن سلمته جواز سفري وهو يتصفحه : من أي بلد أتيت؟. قلت: أنا مغربية، أتيت من دبي.
قال: إسمك ومهنتك؟.
قلت: كوثر، ومهنتي فنانة.
قال: فنانة..... !!، وهو ينظر إلى شاشة حاسوبه الأسود، ثم يعيد نفس الكلمة بسخرية.. "فنانة"؟
ثم أضاف: يظهر أن دبي بها مال كثير، والمغاربة كرماء.. خاصة الفنانات منهم..
كان يبدوا لي أن مراده سوى نيل كرم مني.
قلت ضاحكة وبنبرة فيها "خفة دم" و "أنوثة": نعم المغاربة كرماء.. وأنا فنانة ونص... ! !
حاولت أن أخذ مائة درهم من حقيبتي لأكرمه بها، لكن بدون سابق إنذار اهتز من مكانه واقفا بسرعة كأن صاعقة من البرق ضربته رأسه، آخذا جواز سفري، متجها إلى مكتب إدارة الشرطة، ثم طلب مني أن أنتظر قليلا ولا أتحرك من مكاني حتى يعود، وسلم مفاتيح غرفته لزميل له ليتابع إجراءات الدخول مع باقي المسافرين.
وبعد وهلة قصيرة رأيت وفدا من أشخاص بحلة أنيقة، طوال عِراض، تطلّ من وجوههم علامات الشر والجدية والقساوة، أمروني بأن أتبعهم، أخذوني إلى غرفة لا تبعد عن المكان الذي كنت فيه إلا بأمتار قليلة، وأجلسوني على كرسي.
وقال أحدهم وهو يشير إلي بإصبعه، كأنه خاف أن أحسب السؤال موجّها لغيري، مع أني المسافرة الوحيدة في الغرفة: تعرفين القراءة؟. قلت: نعم... !
وأنا مندهشة لتواجد رجال أنيقين في المغرب، ما كان لي أن أسافر بعيدا للبحث عنهم.
قال: تصفحي هذه الجرائد...؟، وأشار إلى بعض الجرائد التي كانت فوق الطاولة.
فبدأت اقرأ العناوين الكبيرة وابتسامتي لم تفارقني.
"تلفزيون المستقبل اللبناني يعرض قصة كوثر العاهرة التي شوهت سمعة المغرب"
"فضيحة كوثر المغربية على قناة المستقبل".
"تعتزم نساء مغربيات مقيمات في لبنان تنظيم وقفة احتجاجية أمام قناة تلفزيون "المستقبل"، في بيروت".
"على إثر عرض "قصة كوثر" الفتاة المغربية في قناة المستقبل ، أعطت صورة سيئة عن فتيات ونساء المغرب، بالإحالة على موضوع الدعارة في عدد من بلدان المشرق العربي والخليج".
"فتيات مغربيات يمتهن الدعارة ويستعملن الفن كمهنة لتسهيل تأشيرة الدخول إلى الشرق الأوسط"
التفت إليهم وقلت: وبعد... !
قال: لنبدأ بالمهنة...، أنت تشتغلين بعلب ليلية لدول عربية، وتسمين نفسك فنانة، قد "شوهت" مهنة الفن والفنانين.
قلت:" إنْتَ مْكَشَرْ ليه ياحبيبي، بِشْويشْ عَلِيك يا بيه"...، ألستُ فنانة؟. ألا أرقص بين جمهور خاص في الحانات الليلية؟، أليست الحانات الموجودة في المغرب مرخصة وقانونية؟، أليست هي البديل الوحيد للمسارح والدور السينمائية المداومة على الإقفال؟، أليست المشاهد للأفلام الأخيرة المغربية لا تختلف عن المشاهد التي نقوم بها نحن فنانات الليل؟، وحتى الأفلام الأوروبية والأمريكية التي تعرض في قنواتنا وأمام الأطفال أليست مشاهد بعض لقطاتها أكثر إثارة بكثير مما نقوم به نحن فنانات " بْتاع كُلو" ؟.
هذا أولا، أما ثانيا، لماذا لا تنزعجون عندما نقول بأننا خياطات، او سكرتيرات، أو "كوافورات"؟، أم لأنّنا لا حول لنا ولا قوة، ولا نمتلك نقابات قوية تدافع عنَّا؟ نحن بنات الليل فنانات "ورَبي كْبير"، نتفنن في الجنس والرقص.
قل لي أنت يا صاحب البدلة الجديدة، كم من صحفي ،بدون أي شهادة أو تعليم، له بطاقة الصحافة الوطنية؟، وما زال يشتغل بتلك المهنة للابتزاز والسمسرة.
أو كم طبيب مازال يحمل في بطاقته الوطنية تلك المهنة، وقد تسبب في موت أشخاص يعانون أمراضا بسيطة، فقط لأنهم لجئوا اليه للبحث عن الدواء، و بدل ان يركز على الداء ركز على فاتورة العلاج، ولم تحركوا ساكنا أنتم يا أصحاب البدل الغالية ؟، فقط لأن نقابتهم تحميهم .
أو كم محاميا خان قسمه، واشتغل لحماية أباطرة المخدرات، والاشتغال معهم كمِرسال بينهم، بدل الدفاع عن الحق والقانون، وتجدون نقاباتهم يدافعون عنهم كأنهم أبطال معتقلون؟، ومازالوا يحملون في بطاقتهم صفة محاميي الحق.
وكم من قاض خان الأمانة ولا يزال قاضيا؟... وكم منتخب كذب عن منتخبيه، ولا يزال برلمانيا؟... وكم من شرطي ومهندس ووزير ومسئول وموظف وعاملا بسيط ...؟. خان بلده ورسالته ووطنيته، ولم يتحرك المغاربة بل ظلوا متفرجين، وها أني أراهم ساخطين ومنددين لأني مهنتي "فنانة".
قال :لا، ليس هذا هو السبب الذي جعل المغرب يثور. قلت: وما السبب إذا؟.
قال :لأنك أعلنت أمام العالم بأنك عاهرة وشوهت صورة المغرب عالميا. ضحكت حسرة وألما لما أسمع.
وقلت: عاهرة... !، ألا تعلمون ان في المغرب عشرات بل مئات الفتيات يمتهن البغاء في كل مدينة وقرية؟، ويسافرن بالعشرات إلى باقي العالم ليمتهن تلك المهنة.
ألم يتكاثر ممتهنو هذه المهنة وتزايدت أعدادهم مع الظروف المعيشية القاهرة؟.. ألا تعلمون؟. أم وضعتم نقابا على أعينكم ؟... "صم بكم عمي "...ألا تعلمون أن السياسة التي نهجتها وزارة السياحة في المغرب جعلتنا عاصمة الجنس عالميا؟. ورجوعا للعلب الليلة المرخصة قانونية، ألم ترخصوها أنتم؟. ألا تعلمون لماذا يقصدها الزبائن ولأي غرض يأتون؟.
أو لا تعلمون أي نوع من الفتيات يرتدنها، ولأي عمل يمتهن ولأي سبب يتواجدن؟. ألم تكن أنت من زبائني يوما؟، أليس بعض الشخصيات السياسية والثقافية والعلمية وذوي المراكز الحساسة أهم زبناء هذه الأماكن؟. أليس بعض ممّن كتبوا هذه العناوين الكبيرة في الصحف والجرائد التي تتهمني بالبغاء أيضا هم من زبنائي؟.
تخافون من الفضيحة...!، أليست سياسة هذه الحكومة والحكومات السابقة التي تعاقبت على المغرب، فضيحة بين حكومات العالم وشعوبه؟. ألم تجعل المغرب من الدول الأخيرة في سلالم الاقتصاد؟. أليس الفساد الإداري الذي وصلنا إليه فضيحة بين أقراننا في العالم؟. أليست سياسة الفقر والتهميش التي جعلت أمثالي يبحثن عن لقمة عيش مهما كلفنا الأمر، هي أكبر فضائح العالم...؟.
يا صاحب البذلة الأنيقة، البغاء موجود في المغرب، فلا تحاول التستر عليه، بل إبحث عن الحل، لتجعل منا مواطنات صالحات نشاركك نمو هذا البلد، هذا إذا كانت لديك إرادة وعزيمة لجعله ينمو ويزدهر كبقية الدول...
وفي الأخير أحظر رفيقه العازب (لأنه لم يكن يلبس خاتم زوجيّة) جريدة مكتوب بحروف كبيرة
"قناة المستقبل استغلت الحالة النفسية المضطربة لـ" كوثر " لتشويه صورة المغرب"
قال: ما رأيك في هذا.
قلت: كذِبٌ في كذِبْ... !. أنا ما زلت في كامل قوايا العقلية، فإذا أردتم ان تجعلوني مريضة نفسية لتستروا فضائحكم، كما تسترتم عن فضائح كبريات العائلات عندما يقمن بأعمال تخالف القانون، فتبحثون عن اقرب مركز للأمراض النفسية، لإعطائهم شهادات عذر نفساني ولتخرجوهم من مآزقهم كشعرة من العجين، أما الا بغيتوا دركو الشمس بالغربال هدا شغلكم .
قال: سنعلنك رسميا أنك مريضة نفسيا وقد استغلوك لتشويه صورة المغرب.
"يلاه خذي أغراضك واذهبي لحال سبيلك".
لكن أوقفني برهة وقال هامسا في أذني: ممكن ان آخذ رقم هاتفك النقال؟.
قلت: ولما لا؟. بكل فرح يا حبيبي.
قال: " باش نديروا شي إجراءات مازالة، ومزيان نتهلا فيك"
ملحوظة: أولا: إلى حد الآن، لم أعرف من هم أصحاب البدل الأنيقة، وما زلت انتظر مكالمته بشغف.
وثانيا: عند خروجي من الغرفة كان ينتظرني الشرطي ليذكرني بأن الفنانات فيهن كرم زيادة. فأعطيته من كرمي مائة درهم | |
|