بقلم عبد المنعم امشاوي (طالب باحث في علم السياسة )
ساعات قليلة تفصلنا عن فتح ابواب الإقتراع 12/06/2009 وساعات اقل تفصلنا عن إنتهاء الحملات الإنتخابية هذه الأخيرة التي شهدت الكثير من الخروقات التي أحصتها وزارة الداخلية بالمئات, بمختلف الأشكال والأنواع بين إستعمال المال لشراء الناخبين,وإستعمال النفوذ والمال العام,كما شهدت الخروقات تورط العديد من اعوان السلطة في فضائح إنتخابية,وترويج للمرشحين في خرق سافر للقانون,ناهيك عن الإبتزاز والتهديد.
هذه الخروقات التي أعلنت عنها وزارة شكيب بنموسى ليست إلا الشيئ المألوف لدى المغاربة,وهذه الفضائح تبدو عادية من كثرة تداولها في الإنتخابات من الإستقلال.لكن الغريب في الأمر الإنتخابي هذا,هو الإستغلال الغير أخلاقي لبراءة الأطفال وإستغلالهم في الحملات الإنتخابية دون إذن مسبق من أوليائهم في إنتهاك صارخ للحقوق الطفل,والأمر الأخر الأكثر بشاعة في ملف الإستغلالات هو إستغلال المصحف وتدنيسه بأيدي غير مطهرة للاداء قسم الولاء لمرشح معين.
وبعد إستعراض هذه الصور المنتقات من وقع الحملات الإنتخابية,التي لم تخفى على أي مواطن ,لبد أن ننظر إلى الموضوع من وجهة أكاديمية تحليلية,فالغريب أن في الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عن مغرب الإنتقال الديمقراطي لا نزال نسجل في الحملات الإنتخابية أشكال من التواصل الذي أكل عليه الدهر وشرب,فلا نزال في نرى لغة التواصل القديمة,بين المرشح والناخبين,عبر خطابات التي أفضل أن أسميها بــ(التسول الإنتخابي )عبر عبارات عونوا خوكوم...
ولا نشاهد مهرجانات خطابية للمرشحين,لشرح برامجهم,ولا نشاهد برامج أصلا,ما يؤكد أن السياسة في المغرب لا تزال يحكمها الأشخاص وليس الأحزاب أو برامجهم.
