على المصنع، منتج الحذاء الذي رشق به صحافي عراقي في اتجاه وجه الرئيس الأمريكي، أن يفتخر بأن صنع أجمل حذاء ليس من حيث جودة الجلد المستعمل لصنعه، وإنما لأنه استُعمل لرشق رئيس أقوى دولة في العالم، ولم يكن هذا الرئيس سوى جورج بوش. وبما أن العراق هو المكان الذي احتضن هذا الحدث المثير فعلا، فيجوز نعت هذه الحذاء بـ"الحذاء المقاوم". أما الصحافي صاحب الفعلة فيبقى رجل السنة، بل أشهر معتقل لسنة 2008، فعلاوة على أنه خرق قواعد الصحافة التي تمنع الصحافي بأن يكون طرفا في أي حدث، وأن يقتصر على مراقبته عن بعد ونقل ما يقع، فقد ارتكب فعلا يعاقب عليه القانون المحلي العراقي والدولي أيضا.
ورشق الصحافي منتظر الزيدي (29 عاما) بحذائه الرئيس الأمريكي جورج بوش، مساء أول أمس (الأحد) مرتين دون أن يصيبه. وحدث هذا خلال ندوة صحافية مشتركة بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. واعتقل الصحافي المذكور من داخل قاعة الندوة. ونقلت وكالة "فرانس برس" أنه بعد المصافحة بين جورج بوش ونور المالكي في آخر أطوار الندوة الصحافية, قام مراسل قناة "البغدادية" الزيدي الذي كان واقفا بين المراسلين برشق حذائه باتجاه بوش قائلا: "هذه قبلة الوداع يا كلب".
ورغم ما قيل حول هذا الصحافي من قبيل أنه "وطني متشدد"، وأنه تصرف بصورة شخصية، فقد سارع العشرات من المحامين ليعلنوا استعدادهم لمؤازرته، وعلى رأسهم محامي الرئيس العراقي المعدوم، خليل الدليمي. كما طالبت قناة "البغدادية" بالإفراج عن مراسلها. ولاشك أن ما فعله الصحافي منتظر الزيدي أثار انتباه العالم بأكمله، وأثار أكثر انتباه العراقيين وباقي مواطني العالم العربي، وكأن حال لسانهم يهمهم بكلمات تحيل على أن الصحافي ثأر لكبريائهم حين رشق بحذائه رئيسا، قلب موازين كثيرة وأصبح العالم في عهده بلا معنى.