تمر على الإنسان في هذه الدنيا أنواع و أشكال عدة من الابتلاءات، و هذه هي سنة الحياة، وأصعبها على الإطلاق هو المرض الذي يبكي فيه الشخص دون دموع و يتألم فيه بصمت مثلما هو حال الخمسينية حدة ربيعي التي عانت الكثير لمدة عشرية كاملة جراء إصابتها بمرض الضغط الدموي و السكر اللذان أثرا على جوهر شخصيتها و صميم وجدانها.
غير أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، حيث و في سنة 2008 بالضبط ،أصبحت تعاني من وجع في الرأس و قلة في النوم ضف إلى هذا أوجاع في الرقبة و سخونة الجسم في عز الشتاء...
كل هذه الأعراض جعلتها تعتقد أن ما أصابها هو بسبب الضغط أو السكر باعتبار أنها ألفت مرضها و أصبح شيئا عاديا لها، إلا أن ما جعلها تعيد النظر في حالها هو تزايد حدة قلقها في المنزل و النرفزة لأبسط الأمور حتى أصبحت لا تطاق على حد قولها...
ازدادت أوضاع بنت المدية سوءا الأمر الذي دفع أفراد عائلتها لأخذها لطبيب مختص في مدينة البليدة، غير أن هذا الأخير أخبرها بما لم يكن في الحسبان و هو إصابتها بسرطان الغدة الدرقية و هذا طبعا بعد إجرائها لفحوصات طبية و أشعة مخبريه... في تلك اللحظة تمنت السيدة حدة لو أن الأرض انفتحت لتبتلعها و أحست أن أجلها اقترب خصوصا أن كل هذه الأمور أنستها كل ما هو جميل في حياتها و جعلتها ترفض تناول الدواء و البقاء في بيتها بعد زياراتها العديدة للأطباء طمعا في الشفاء الذين أكدوا لها استحالة تعافيها من دون إجرائها لعميلة جراحية.
يئست و تاهت بين هموم الأفكار، تعبت و فضلت السكوت و البقاء وحيدة لتعيش الحياة صابرة على ما بقي...غير أنها تذكرت أن ما يضعف الأحزان هو قدرة القادر على خلق المفاجآت.
ذات يوم و بينما كان زوجها يشاهد في التلفزيون لاحظ قناة الحقيقة و تفرج على شهادات لأشخاص شفيوا بعد تناولهم لمكملات الهاشمي الطبيعية، و صدقها مباشرة و أطلع زوجته عليها لتتحمس هي الأخرى، و من أجل أن تكتشف سر الشفاء أخذت رقم الهاتف و اتصلت بمركز الهاشمي للأعشاب الطبيعية الواقع بالمغرب و تونس ضنا منها انه لا يوجد مركز في الجزائر، غير أن عمال المركز أخبروها بعكس ذلك ليزداد حماسها أكثر و تقرر التوجه إليه...
تقربت الأم حدة من المركز حيث حظيت باستقبال محترم و أحضرت جرعة واحدة أحست عند بداية تناولها براحة كبيرة توجت بالشفاء التام و من اجل أن تتأكد من شفائها توجهت للطبيب الذي أنكر وجود سرطان الغدة الدرقية في جسدها مما جعلها فرحة كثيرا.
السيدة الخمسينية اليوم تقول أنها تعلمت أن السعادة ليست أن لا تمر بالمحن و المصاعب، و إنما هي أن تحافظ على رباطة جأشك و تفاؤل قلبك و أنت تواجه الآلام.
حدة بنت ولاية المدية تعيش اليوم في سعادة رافعة يديها هي و أسرتها لله الواحد متمنين منه أن يشفي كل مسلم و أن يبارك للشيخ محمد الهاشمي في ماله و عمره.
