يبدو أن حاسبات العالم على موعد مع سلسلة جديدة من هجمات الفيروسات خلال العام الحالى، فقد حذرت شركة "ماكافي" من أن العالم سيشهد خلال الثمانية عشر شهراً القادمين ظهور فيروسات حاسبات يفوق عددها ما شهده العالم خلال العشرين سنة الماضية.
وأكد دي والت الرئيس الجديد للشركة أن نحو 37 ألف فيروس إلكتروني تم نشرها على الإنترنت العام الماضي، مشيراً إلى أن باحثي الشركة يكتشفون شهرياً نحو سبعة عشر ألف موقع إلكتروني جديد تمارس الاحتيال على متصفحيها للحصول على معلومات سرية وشخصية عنهم.
وأعرب دي والت عن توقعه بأن تتسبب الجرائم المستحدثة التي تعتمد على شبكة الإنترنت في خسائر تقدر بنحو 105 مليارات دولار خلال العام الحالي فقط.
وتأتي تحذيرات رئيس أكبر شركة فى العالم متخصصة فى مكافحة الفيروسات بعد أن كشف تقرير بريطانى حديث عن تزايد هجمات القراصنة على مواقع الانترنت وأجهزة الكمبيوتر عبر رسائل البريد الالكترونى من خلال محاولات التسلل خلسة الى أجهزة المستخدمين.
وأظهر التقرير أنه تم خلال شهر مارس الماضى اعتراض 716 رسالة بريد الكترونى من هذه النوعية كانت جزءا من محاولات هجوم وتسلل بلغت 249 محاولة استهدفت 216 من عملاء المؤسسة التى تقوم بعملية فلترة وتنقية لرسائل البريد الالكترونى عبر أجهزة الخوادم لديها لصالح عملائها .
وأشار التقرير ، الذى أعدته مؤسسة "معامل الرسائل الرقمية للبريد الالكترونى البريطانية" إلى أنه من بين هذه الهجمات محاولة هجوم تم القيام بها 200 مرة عبر نوعية واحدة من رسالة بريد الكترونى استهدفت إحدى المنظمات بشكل مركز، مضيفاً أن الاعداد تمثل تزايدا كبيرا بالمقارنة بالارقام التى تم رصدها فى نفس المدة من العام الماضى حيث بلغت محاولات الهجوم مرة أو مرتين فقط فى اليوم الواحد، وليس بهذه الاعداد الهائلة التى تم رصدها خلال شهر مارس الماضى
فيروس "العاصفة" يضرب 20 ألف جهاز
ويعد فيروس "العاصفة" أو "storm" الذى كشف المركز الدولي لرصد الفيروسات التابع لشركة سيمانتيك العالمية عن تجدد ظهوره بصورة أكثر حدة عما كان عليه لدى ظهوره لأول مرة خلال شهر يناير الماضي، من أخطر أنواع الفيروسات التى انتشرت مؤخراً.
وذكرت مصادر داخل سيمانتك أن فيروس ستورم ضرب الحواسب بشدة خلال الأسبوع الماضي وأن المركز تلقى على الأقل نحو 20 ألف تقرير في يوم واحد يفيد تعرض حواسيب لاختراق من جانب هذا الفيروس الخبيث الذي تم تشفيره لخداع برامج الحماية المنصوبة على تلك الأجهزة .
يُشار إلى أنه بمجرد إصابة جهاز المستخدم بهذا الفيروس فإنه من المستحيل التخلص منه وإنقاذ برنامج التشغيل وبقية البرامج الأخرى الموضوعة على الجهاز بما يتعين معه إعادة تنصيب تلك البرامج مرة أخرى.
وهذا الفيروس لايختفى داخل الرسالة العادية ولكنه يتخفى داخل ملف مضغوط في الرسالة ذاتها والتي تتكون من صورة وملف،وتحتوى الصورة على كلمة المرور التى يتم بمقتضاها فتح الملف،ولذلك يصعب على برامج الحماية التقليدية كشفه ومحاصرته وإيقافه.
وأكد جوهانس أولريتش كبير باحثي معهد سانس ومدير التقنية بمركز سيمانتيك أن برامج الحماية التى تفشل في رصد الفيروس لن تتمكن بالضرورة من إيقافه،وبالتالي فإن المستخدم إذا أقدم على فتح الملف الذي يكون عنوانه "الحب" أو "تم رصد فيروس" أو غيرها من العبارات التى يستخدمها من قاموا بإنتاج هذة الدودة الضارة فإن جهازه يتصل بشبكة متناظرة تقوم بسحب كافة ملفاته بما فيها الملفات الشخصية ثم تدمير البرامج بعد ذلك .
وأشار أولريتش إلى أن الدودة تقوم بعد ذلك بإعادة الجهاز المصاب إلى الحياة واستخدامه لإرسال رسائل ضارة محملة بالفيروس لكافة العناوين المسجلة على البريد الالكتروني لصاحب الجهاز، ويؤدى استخدام الدودة لشبكة متناظرة إلى استحالة السيطرة عليها حيث يتعين رصد كل حالة على حدة والتعامل معها بشكل منفرد .
تحديثات مايكروسوفت لمزيد من الأمان
وكانت مايكروسوفت قد أطلقت مؤخراً على موقعها على الإنترنت تحديثات جديدة لبرنامجي أوتلوك وإكسل لمزيد من الأمان للمستخدمين.
وأكدت الشركة ظهور ثلاث ثغرات أمنية فى برنامج أوتلوك بينما يحتوي برنامج إكسل على خمس ثغرات، وفي حالة عدم علاجها فمن الممكن أن تتسلل الفيروسات وبرامج التجسس إلى الكمبيوتر مما سيسمح للمتسللين بتنفيذ أوامر على كمبيوتر المستخدم عن بعد.
ويمكن أن تتسلل برامج التجسس هذه إلى الكمبيوتر بمجرد فتح رسالة بريد إليكتروني أو ملف إكسل يحتوي على الفيروس، كما يمكن أن تتسلل الفيروسات عن طريق تصفح بعض المواقع على الإنترنت.
مما دفع الشركة إلى حث المستخدمين على ضرورة تحميلها بأسرع ما يمكن لمنع الفيروسات من التسلل إلى أجهزة الحاسب الخاصة بهم.